أخبرني العم
صابر يوماً
لما سألته عن
سرّ خروفه
الصغير الذي
يحتفظ به على
شرفة منزله،
أنْ ليس
للخروف سرّ
ولا جهر..
فقد اشتراه
ليطعمه
ويسمّنه
بيديه،
انتظاراً
لعيد الأضحى
المبارك بعد
أيام..
وكعادة العم
صابر _ وهو
أستاذ للغة
العربية في
مدرستي
القريبة من
حينا لا يحب
أنْ نناديه
بالأستاذ بل
بالعم صابر _
فإنّه يسترسل
في الحديث
ليصله باللغة
العربية..
فقال العم
صابر: إنّ
الخروف الذكر
من الضأن هو
الحَمَل،
وإنّ الوداعة
صفة لازمة
للخروف..
ثم توقف العم
صابر عن
الكلام..
وقبل أن
أبادره بسؤال
قال: هناك _
يا صديقي
الصغير
_ مثلٌ جميل
يصف من يعيش
في رفاهية
بأنّه
(كالخروف،
أينما اتَّكأ
اتَّكَأ على
صوف)..
وسألت العم
صابر قبل أن
يتابع كلامه
عن جمع كلمة
خروف، فقال
لي:
جمعه:
خِرافٌ
وأَخْرِفَةٌ
وخِرْفان...
فصرتُ أضحك
وأقول:
كيف تجمع
كلمة خروف
على كل هذه
الكلمات؟؟!..
فقال مبستماً
معلماً
كعادته:
يا حبيبي!
إنّ لغتنا
العربية
جميلة
وواسعة..
وفيها كلمات
كثيرة، علينا
أن نتعلمها
ونعلمها
للآخرين..
سررت من حديث
معلمي الذي
أحبّه.. وقلت
له:
وماذا
يعني لك خروف
العيد يا عمي
صابر؟
فقال العم
صابر:
سأروي لك يا
حبيبي قصة
حقيقية حدثت
في أحد
البلاد منذ
فترة طويلة..
وهي من القصص
المشهورة..
وهذه القصة
تقول إنّ
رجلاً ذهب
إلى السوق
ليشتري خروف
العيد،
وعندما عاد
به هرب
الخروف منه
ودخل أحد
البيوت
ليقابله
أطفال البيت
بالفرح
والتهليل،
وكانوا
يصيحون
فرحين: أمي..
أمي.. تعالي
بسرعة.. لقد
جاءنا خروف
العيد.. لقد
جاء خروف
العيد..
وتتنهد الأم
الفقيرة التي
توفي عنها
زوجها
وأطفالها
صغار قائلة:
إنّ الذي
سيشتري لكم
خروف العيد
تحت التراب!!
تقصد أباهم
زوجها..
واقترب الرجل
دون أن يدخل
وسمع الأطفال
كما سمع أمهم
تطلب منهم
بأن يساعدوا
صاحب الخروف
على إخراج
خروفه من
بيتهم، لكن
الرجل رفع
صوته قائلاً
للمرأة يا أم
اليتامى..
الخروف وصل
لأهله..
وانصرف الرجل
دون أن ينتظر
رداً.. وعاد
إلى بيته
ليأخذ مبلغاً
زهيداً هو كل
ما تبقى معه،
كان يحتفظ به
من أجل كسوة
العيد
لأولاده..
أخذه ليشتري
به خروفاً
بدل الأول،
لأنّه كان قد
وعد أبناءه
الصغار بأنه
سيذبح أضحية
هذا العيد..
وفي لحظة
وصول الرجل
إلى السوق
للمرة
الثانية وصلت
عربة مليئة
بالخرفان..
فبادر الرجل
بسؤال البائع
عن سعر
الخروف؟
|