سفينةُ الإنقاذ
حادثةٌ جديدة
نَتَسلّقُ الجِبالَ
والتِّلالَ ونرى في
قِمَمِها و سُفوحِها
أصدافَ البحرِ،
فَنَعرِفُ أنّ الماءَ
غَطّى هذهِ المَناطقَ
في زمنٍ قديم ..
في مَناطقَ واسعةٍ
مِن العالَمِ يَرَى
الناسُ ومُتَسلَّقو
الجِبالِ الأصدافَ في
المُرتَفَعات.. في
العِراقِ وايرانِ
والهندِ ومِصرَ
والشامِ و في الصينِ
وأمريكا أيضاً.
ويَعثرُ العلماءُ في
جبالِ « أرارات » على
ألواحٍ خَشَبيّةٍ
تَعودُ الى 2500 سنة
قبلَ ميلادِ سيدِنا
المسيحِ عليه السلام،
ويَعتَقِدُ بعضُهم
أنها تِعودُ الى
سفينةِ الإنقاذِ التي
صَنَعَها سيدُنا نوحٌ
عليه السلام.
وفي سنةِ 1951م عَثرَ
فريقٌ عِلمي في جبلِ
« قاف » على لَوحٍ
خَشَبيّ عليه كتاباتٌ
قديمةٌ. و بعدَ
دراسةٍ استَمرّت
حوالَي عامٍ..
خَرَجَت اللجنةُ
العلميةُ بنتائجَ
مُذهِلة! هي أنّ
اللَّوحَ الخَشَبيَّ
الصغيرَ يَعودُ الى
سفينةِ نُوحٍ عليه
السلام.
فما هي قِصةُ تلك
السفينة؟ و ما قصّةُ
الطُّوفان وقصةُ
سيدِنا نوح عليه
السلام؟
عصرُ نوحٍ النبيّ
عليه السلام
كانَ الناسُ يَعيشونَ
أمّةً واحدةً ..
حياتُهُم بسيطةٌ
جدّاً.. يَزرَعونَ
الأرضَ ويَصطادونَ
الحيوانات..
وتَمُرُّ الأيامُ و
الأعوام..
ويَستَغِلُّ
الأقوياءُ قُوّتَهُم،
فيَقهَرون إخوانَهُم
الضُّعَفاء..
الضُّعفاءُ كانوا
يَخافونَ الأقوياء..
لهذا خَضَعوا لهم
ورَضُوا بحياةِ
الذلِّ والعُبودية..
شاعَت الوثنيّةُ في
زمنِ سيدِنا نوحٍ
عليه السلام.. وشاعَ
الفَساد.. الناسُ
البُسَطاءُ كانوا
يَخافونَ الأقوياءَ،
والأقوياء كانوا
يُعبُدونَ الأوثان..
في ذلك الزمنِ رُبّما
قبلَ أكثر مِن أربعةِ
آلافِ سنةٍ .. عاشَ
سيدُنا نوحٌ في أرضِ
النَّهرَين..
رأى سيدُنا نوحٌ
قومَهُ غارقينَ في
الفسادِ والانحرافِ،
يأكُلُ القويُّ
مِنهُم حقَّ الضعيف..
الأثرياءُ كانوا
يَضطهدونَ الفقراء و
يَجبُرونَهُم على
العملِ ليلَ نهارَ..
فاذا عَجزَ الفقيُر
أو فكّرَ أن يعملَ
حُرّاً لنفسِه
وأسرتِه.. ضَرَبوه
وعَذّبوه حتى يَخضَعَ
لهم ويُنفّذَ
أوامرَهُم ويُصبِحَ
عَبداً ذليلاً.
نَسِيَ الناسُ عبادةَ
اللهِ الواحدِ،
وراحُوا يَعبُدونَ
أصناماً مَنحوتةً من
الصَّخر.. كانوا
يَعتقِدونَ أنها هي
التي تَرزُقُهم
وتُرسِلُ لَهُم
المَطر.. وتَحمِيهم
من خطرِ الصَّواعقِ
.. وهي التي
تَهَبُهُم الخيرَ
وتَدفَعُ عنهم
الشُّرور..
الأصنامُ نَحَتوها
بأيدِيهم ووَضَعوها
على شاطئ نهرِ
الفُرات .. وراحُوا
يَعبدونَها ويَركعون
لها..
كانَ سيدُنا نوحٌ
يتألّمُ لمنظرِ
الناسِ وهم يَسجُدونَ
لتلك الأصنام
والأوثانِ
الحَجَرية.. يَتألّمُ
للناسِ و هم لا
يَسجُدونَ للهِ
سبحانه، ويَسجُدونَ
لـ « وَدٍّ » و «
وسُواعٍ » و « يَغوثَ
» و « يَعوقَ » و «
نَسر »!!
كان نوحٌ يَنظُرُ الى
السماءِ يَدعو اللهَ
أن يُنقِذُ قومَهُ من
هذا الجهل والظلامِ.
اللهُ ربُّنا اختارَ
نُوحاً نبيّاً
وأرسَلَهُ الى الناس. |