السماءُ تُمطِرُ
شُهُباً
كانَ سيّدُنا
إبراهيمُ ينتظرُ
ضَيفاً ليتناولَ معه
طَعامَ الغداء.. كانَ
سيّدُنا إبراهيمُ
يُحِبّ الضُّيوفَ..
إنّه يُرحِّبُ بهم
دائماً.. يُقدّم لهم
الماءَ العذبَ
واللبنَ الطيّبَ
والطَّعامَ
الشَّهيّ..
المسافرونَ كانوا
يُحبّون سيّدَنا
إبراهيمَ لِكرمهِ
وِطيبَتهِ وأخلاقهِ
الرفيعة.
ذاتَ يومٍ جاء ثلاثةُ
ضيوفٍ كانوا شُبّاناً
وَسِيمِين... سيّدُنا
إبراهيمُ رَحّبَ
بهم.. وفَرِحَ
بقُدومِهم.. لهذا
أسرَعَ إلى
إكرامِهم..
ذَبَح لهم عِجْلاً
وشَواه... وقدّمَهُ
إليهم.. كانت
التقاليدُ في ذلك
الزمانِ أنّ الضيفَ
إذا امتَنعَ عن
تَناولِ الطعامِ
فمعنى هذا أنهم
يَرفضونَ ضيافتَهُ
ويُضمِرونَ له
شَرّاً..
أمّا إذا أكَلوا من
الطعامِ فإن رابطةَ
صداقةٍ سَتَنشأ بين
الضيوفِ والمُضيّفِ
بسببِ حُرمةِ المِلحِ
والزاد.
قدّمَ سيّدُنا
إبراهيمُ الشِّواءَ
لضيوفهِ... وهنا
حَدَثَ شيءٌ عَجيب!!
لقد امتَنَع الضيوفُ
عن تناولِ الطعام..
شَعَرَ إبراهيمُ
بالخوفِ من هؤلاءِ
الضيوف!
ترى.. هل يَنْوُونَ
به شرّاً.. كشفَ
الضيوفُ عن هُويّتهم،
قالوا له: إنّهم
ملائكةُ اللهِ، وإنهم
مُرسَلون إلى قُرى
سَدُوم للانتقامِ من
أهلِها..
حَزَنَ سيّدُنا
إبراهيمُ وشَعَر
بالأسفِ، وحاولَ أن
يَدفَعَ عن سكّانِ
القُرى العذابَ،
فلعلّهم يعودون إلى
رُشدِهم..
قالَ لهم: إنّ فيها
لوطاً، فماذا سيكونُ
مَصيرُه ؟!
قالوا له: نحنُ
أعلَمُ بمن فيها..
وحتّى يذهبَ الحزنُ
عن قلبِه، بَشّرَهُ
الملائكةُ بوَلدٍ
صالح..
حاول سيّدُنا
إبراهيمُ أن
يُجادِلَهُم في قومِ
لُوط، ولكنّ
الملائكةَ قالوا له:
يا إبراهيم، أعرِضْ
عن هذا، فقد جاءَ
أمرُ ربِّك...
سكتَ إبراهيمُ، وذهبَ
الملائكةُ إلى قُرى
سَدُوم للانتقامِ من
أهلها...
فما هي قِصّتُهم وما
هي قصّةُ سيّدِنا لوط
عليه السّلام.. هذا
ما ستَعرفُه في هذا
الكتاب، فهيّا معاً.
قرأنا فيما مضى قصةَ
سيّدِنا إبراهيمَ
خليلِ الرحمن.
سيّدُنا إبراهيمُ
عاشَ في أرضِ بابلَ
ودَعا سُكّانَها إلى
عبادِة اللهِ ونَبْذِ
الاصنامِ. ونَتذكّر
أيضاً كيفَ كفَرَ
الناسُ برسالةِ
إبراهيم عليه
السّلام.
ولما أرادَ سيّدُنا
إبراهيمُ الهِجرةَ من
أرضِ بابلَ قَرّرَ
لوطٌ أيضاً أن
يُهاجِرَ معه...
وهكذا تَركَ لوطٌ
بلَدهُ وهاجَر..
ولمّا وصَلَت
القافلةُ إلى أرضِ
سَدُوم أمرَ سيّدُنا
إبراهيمُ لوطاً أن
يَسكُنَ في تلك
القُرى، ويَدعو
أهلَها إلى عبادةِ
الله ونَبْذِ
الأصنام.
وفي قُرى سَدُوم
بَدَأت قصّة لُوط
عليه السّلام،
فسيّدُنا لُوطٌ من
أرضِ بابلَ آمَنَ
بسيّدِنا إبراهيمَ.
وعندما أرادوا إحراقَ
سيّدِنا إبراهيمَ
بالنارِ قالَ: إنّي
مُهاجِرٌ إلى ربّي،
فهاجَرَ مع إبراهيمَ
إلى الأرض المقدّسةِ
فلسطين..
في الطريقِ أمَرَ
إبراهيمُ لوطاً أن
يَسكُن في أرضِ
سَدُوم ليدعو أهلَها
إلى دينِ اللهِ
والعَودةِ إلى
الفِطرة.
وسَدُومُ مجموعةُ
قُرى على شاطئ البحرِ
المَيّتِ في
الأُردنّ.
هناكَ عاشَ سيّدُنا
لوط عليه السّلام..
تَزوّجَ ورَزَقهُ
الله بناتٍ مُؤمنات. |