مُحطِّمُ الأصنام
أقبَلَ الربيع..
وتَدفَّقَت المِياهُ
في نَهرَي دِجلةَ
والفُرات.. وابتَهَج
الناس، وأُقيمَتِ
الاحتِفالاتُ في
مدينةِ أُور وغيرِها
من مُدُنِ بابل.
عندما يُقبِلُ
الربيعُ يَفرحُ
الناس... وعندما
يَرتَفعُ مَنسُوبُ
المِياهِ في الأنهار
يَفرحُ الفلاّحون..
الناسُ يَفرحونَ لأنّ
مَحصولَهُم في
الحُقولِ سَيَزداد.
ويَتَوجّه أهالي
مدينةِ أُور إلى «
الزَّقُّورة » وهو
مَعبدٌ مُدرَّجٌ
هَرَميُّ الشكل..
يأخذونَ معهم
النَّذورَ والهَدايا
فيُقدّمونَها إلى
الآلهة.. خاصّةً
الإله « مَرْدُوخ ».
وأهلُ بابلَ يُقيمونَ
احتفالاتِهم خارجَ
المُدُنِ في مكانٍ
جميلٍ يَحتلفونَ
بالربيع، يَرقُصونَ
ويأكُلونَ
ويَلعَبونَ.. وعندما
ينتهي الاحتفال
يَعودونَ إلى
مَدينتِهم،
ويَتوجّهونَ إلى
المَعبَد.
المعبدُ في مدينةِ «
أُور » في أعلى «
الزّقُّورَة »، وهناك
تَصطَفُّ الآلهة..
آلهةٌ كثيرةٌ كلّها
مَصنوعةٌ ومَنحوتةٌ
من الصَّخرِ
والحِجارة..
البابليّونَ كانوا
يَعبُدونَ الشمسَ
والقمرَ.. ويَعبدونَ
النُّجومَ ويعبدونَ
أيضاً كوكبَ «
الزُّهْرَة »... كما
يعبدونَ المَلِكَ
الذي هو مالِكُ
الأرض..
في ذلك الزمانِ وقبلَ
أكثرَ من أربعةِ
آلافِ سنةٍ.. كانَ
النًّمرودُ بن
كَنْعانَ هو المَلِك
وهو مالكُ الأرض..
ومالكُ الناس
أيضاً... كانَ بعضُ
الناسِ يَعبدونَهُ
لأنّهم يخافون
سَطوتَه.. فهو
يَقتُلُ ويَسجِنُ
ويأخُذُ من
المَحاصيلِ ما يشاء..
في الربيع يَحمِلُ
الناسُ نُذورَهُم
ويَذهبون إلى
المَعبد.. يأخذونَ
معهم الماعزَ وسنابلَ
القمحِ ويقدّمونها
إلى الآلهة لكي تَرضى
عنهم وتَمنَحَهُم
البَرَكةَ والخيرَ!
النُّذورُ كلُّها
كانت مِن نصيبِ
الكَهَنة.. وكانوا
عُلَماء بالنجوم..
لهذا كان الناسُ
يَهابونَهُم.. وكان
المَلِكُ نفسُه
يَستَشيرُهم. |